مقالات

التدخلات العثمانية في حضرموت في القرن التاسع عشر الميلادي

د .خالد حسن الجوهي
استاذ التاريخ الحديث والمعاصر المساعد – جامعة حضرموت

سعى العلويون بما أوتوا من نفوذ وعلاقات حسنة مع سلاطين آل عثمان وأشراف الحجاز أن يدعموا جهود السلطان غالب المذكور ضد القوى المنافسة له ، فأثمرت تلك الجهود في إرسال حملة عسكرية من أجل السيطرة على الثغور الرئيسة في حضرموت الشحر و المكلا .
وفي أثناء الصراع العسكري بين القوتين المتنافستين على السلطة في حضرموت( آل كثير ويافع ) في القرن الثالث عشر الهجري / التاسع عشر الميلادي ، رأى العلويون أن سلطتهم الدينية والروحية وامتيازاتهم الاجتماعية غدت مهددة ، ولذلك بذلوا محاولات لفرض نفوذهم على القوى المتصارعة وإقامة دولة باسمهم ، فتطلعت أنظارهم نحو الوالي العثماني في مصر(محمدعلي باشا)(1) أثناء وجوده في الحجاز واليمن ورفعوا إليه عريضة يطلبون فيها وضع حضرموت تحت سلطته ، ويطلبون إمدادهم بقوة عسكرية ، وتعيين والٍ عليهم من قبله ، وكان على رأس الموقعين على هذه العريضة السيد علي بن عمر السقاف ، وسالم بن حماد باعبيد ، ومحسن بن علوي(2) ولكن محمد علي اكتفى بإصدار فرمان للمقدم علي بن عمر بن قرموص التميمي ليكون والياً مؤقتاً على حضرموت ، فخابت آمال العلويين في محمد علي باشا وفي من عينه عليهم(3).
بعد فشل هذه المحاولة قاموا بتأييد السلطان غالب محسن الكثيري الذي خاض صراعاً مريراً مع منافسيه من قبائل يافع وساندوه ضد مناوئيه وحثوه على إحياء دولة أجداده من آل كثير وأشاروا عليه بأن يطلب الدعم من أشراف الحجاز الذين كانت لهم علاقة متينة معهم بحكم الروابط الاجتماعية وصلات النسب والمصاهرة والذين بإمكانهم أن يفعلوا الكثير في سبيل دعمه ضد منافسيه من خلال التوسط لدى الدولة العثمانية للتدخل العسكري المباشر .
منذ تلك اللحظة أي في (القرن الثالث عشر الهجري / التاسع عشر الميلادي) بدأت الدعاية العلوية تقوم بنشاط واسع ونشط لمؤازرة آل كثير مستغلين نفوذهم لدى السلطنة العثمانية وأشراف الحجاز ، وكان من بين هؤلاء العلويين الذين كان لهم دور في هذه الحملة الدعائية ضد قبائل يافع السيد علي بن عمر بن محضار العيدروس ، والسيد إسحاق بن عقيل العلوي نقيب السادة العلويين في الحجار ، والسيد فضل بن علوي مولى الدويلة ، والسيد عبدالرحمن بن حسين بن سهل العلوي.
الحملة العسكرية العثمانيةعلى حضرموت 1266هـ / 1850م
سبقت الحملة دعاية نشطة لتهيئة الظروف لإنجاحها وذلك من خلال عدد من الرسائل التي قدمها بعض وجهاء السادة العلويين في الحجاز وحضرموت إلى السلطان العثماني وأمراء مكة المكرمة يحثونهم فيها على ضرورة ضم حضرموت إلى نفوذ الدولة العثمانية ، ففي خطاب وجهه السيد فضل بن علوي الى السلطان عبدالمجيد ذكر فيه أحوال بلاده حضرموت ، وما يسودها من صراعات وتناحر ، وقدم السيد فضل في رسالته عدة مطالب واقتراحات من شأنها أن تنهي الحالة المزرية التي تعيشها بلاده وذلك من خلال دعم السلطان الكثيري غالب بن محسن ضد خصومه ومن ثم وضع حضرموت تحت السيادة العثمانية(1).
كما قام السيد عبدالله بن عمر بن يحيى العلوي بجمع عدة توقيعات من رؤساء ووجهاء حضرموت مرفوعة إلى والي الحجاز العثماني آنذاك حسيب باشا والشريف محمد بن عون(1) شريف مكة المكرمة و بتنسيق من قبل السيد إسحاق بن عقيل العلوي ، داعين السلطنة العثمانية الوقوف إلى جانبهم ومساعدتهم في حربهم ضد القوى اليافعية(2) وقد استطاع العلويين إقناع العثمانيين بإرسال حملة عسكرية إلى حضرموت.
وفي شهر رجب سنة 1265هـ / 1849م وصل مركب شراعي إلى ميناء المكلا قادماً من بندر الحديدة وعلى متنه كل من الشيخ محسن باحارث آغا أحد حضارم الشام ورجل آخر اسمه الحاج أحمد وهو من الأتراك وبصحبتهما رسائل من قبل شريف مكة محمد بن عون والسيد إسحاق بن عقيل العلوي مرسلة للسادة العلويين ولحكام المكلا والشحر مضمونها طلب السمع والطاعة للسلطان العثماني ، فاستقبلهما النقيب محمد بن عبدالحبيب الكسادي حاكم المكلا وأكرمهما أياماً ثم توجها إلى الشحر وكان في استقبالهما حاكم الشحر الأمير علي بن ناجي بن بريك وقد أبلغ المندوبون كلا من حكام المكلا والشحر بضرورة الرد على خطاب شريف مكة المكرمة والسيد إسحاق بن عقيل نقيب السادة العلويين في الحجاز، بعدها توجه محسن باحارث واحمد التركي الى وادي حضرموت وكان في استقبالهما نائب السلطان الكثيري عبدالله بن محسن لغياب السلطان غالب حيث كان بالهند وتم تسليم الخطاب الموجه إليه من قبل الشريف ونقيب السادة ثم عادا إلى المكلا ومنها إلى اليمن(1). ويبدو أن إرسال هذين المبعوثين مرتبط بالحملة المزمع إرسالها إلى حضرموت .
ففي أثناء خروج الشريف محمد بن عون إلى الحديدة باليمن سنة 1265هـ / 1849م كان بصحبته السيد إسحاق بن عقيل, وبعد أن رتب الشريف الأوضاع فيها عاد إلى مكة المكرمة ، بينما ظل السيد إسحاق في الحديدة منتظراً وصول القوة العسكرية التي تم الاتفاق بشأنها , وأصبح على تواصل دائم مع أعيان حضرموت وساداتها , وعندما رأى بأن تجهيز الحملة قد تأخر ، خاف أن يؤدي ذلك إلى فشل الحملة ، فأرسل من قبله مندوباً إلى شريف مكة محمد بن عون ووالي الحجاز حسيب باشا يحثهما على سرعة التجهيز ، إلا أن الحملة لم تأتِ عندها عاد إلى الحجاز ليباشر بنفسه على الترتيبات العسكرية للحملة (2) .
لقد تم تشكيل الحملة وخرجت من مكة المكرمة بقيادة السيد إسحاق بن عقيل نفسه فوصلت إلى ميناء الحديدة , ثم تابعت سيرها حتى وصلت ميناء بروم (3) بحضرموت في العام 1266هـ/1850م حيث بدأت بالسيطرة على ميناء بروم وتثبيت أقدامها فيه وتحالفت مع القبائل المحيطة بالبلدة واستطاعت تجنيد عدد منهم ، في حين كانت سفنهم تشن غارات على السفن التجارية القادمة أو المغادرة لميناء المكلا مع قصف الاستحكامات العسكرية للمدينة , وكانت تلك مناورات لصرف الأنظار عن الحملة الكثيرية القادمة براً من وادي حضرموت لاحتلال الشحر حسب الاتفاق المسبق بينهم(4) .
وجه السيد إسحاق رسولاً إلى العلويين وآل كثير في وادي حضرموت يخبرهم بوصول الحملة إلى بروم ويطلب منهم موافاتهم اليه ، فعقد العلويون اجتماعاً لوضع الخطة اللازمة لمساندة الحملة.
“وقد شعر الكسادي حاكم المكلا وبروم بالأخطار المحيطة به وعدم مقدرته على مواجهتها دون مساعدة إخوانه من يافع فاستنجد بآل بن بريك حكام الشحر حيث وحد الطرفان جهودهما وشكلا جبهة يافعية للوقوف في وجه الحملة ، حيث قامت القوات اليافعية بمهاجمة القوات المتمركزة في بروم وتمكنت من استعادة المدينة ، حيث لعبت الظروف المناخية السيئة في تشتيت القوات البحرية القريبة من ساحل بروم وذلك بسبب هبوب الرياح القوية وارتفاع الموج ، فاضطر السيد إسحاق التوجه بقواته شرقاً إلى مدينة الشحر ولكنه لم ينجح بسبب اضطراب البحر أيضاً فاضطروا للذهاب إلى شرمه (1) ، وقد كان آل بن بريك قد سبقوهم إليها فاشتبك الطرفان ونتج عنه انهزام قوات السيد إسحاق فانسحبوا إلى منطقة قصيعر(2) وفي وأثناء وجودهم بها استطاع إسحاق بن عقيل وعبود بن سالم الكثيري التحالف مع قبائل الحموم التي تسكن المنطقة ووافقوا على المشاركة معهم في مهاجمة الشحر ، أما القوات الكثيرية فقد تحركت من داخل حضرموت بكامل عدتها للانضمام إليهم “(3) .
تواصل حاكم الشحر علي بن ناجي بأخيه حاكم المكلا الكسادي من أجل توحيد جهودهما لمواجهة الحملة الموجهة ضدهما ، فتحركت القوات الكسادية من المكلا متجهة إلى الشحر فاصطدمت مع القوات الكثيرية المرابطة في مرير (4) ودفيقه حيث حصل التصادم أولاً مع القوات الموجودة في مرير وهزمتها فانسحبت القوات الكثيرية إلى وادي حضرموت ، وقد شجع هذا الانتصار قوات آل بن بريك للخروج من تحصيناتهم في مدينة الشحر ومهاجمة بقية القوات الكثيرية المتمركزة في دفيقة وألحقت الهزيمة بها ، وهكذا فشلت هذه الحملة العسكرية في مهمتها ، كما قام التحالف الكسادي–البريكي بتطهير الشواطئ الحضرمية من التواجد الكثيري ، مما اضطر قوات إسحاق بن عقيل على رفع الحصار المضروب على مدينة الشحر ، وعادت القوات الكثيرية إلى وادي حضرموت بينما عادت السفن العثمانية القادمة من الحجاز بجنودها من حيث أتوا .

وكان لفشل هذه الحملة أسباب نجملها في الآتي :
أولاً : التفكك الذي أصاب التحالف القبلي الذي كان يدعم آل كثير في حربهم ، وانسحاب بعض القبائل من المعارك الدائرة مثل قبائل سيبان الذين تركوا مواقعهم في مرير وذهابهم إلى دفيقة وإشاعة الأخبار عن وصول الامدادت الكسادية لآل بن بريك مما أضعف المعنويات القتالية لدى هذه القبائل وانسحابها من ساحة المعارك.
ثانياً : القوات العثمانية القادمة من الحجاز التي جاءت لمساندة آل كثير أغلبهم لا علم لهم بالمنطقة ولا طاقة لهم بويلات الحرب. وقد أخذوا مقابل هذه الحرب أموالاً ولكنهم لم يقاتلوا باستبسال كون القضية لا تهمهم بالدرجة الاولى . بقدر ما سيحصلون عليه من أموال.
ثالثاً : سوء التوقيت والتنسيق بين الحملتين العثمانية والكثيرية المشاركة في المعارك مما أدى إلى وجود خلخلة في صفوف المقاتلين.
رابعاً : لعبت الظروف الطبيعية دورها في هذه الهزائم كون المهاجمين لم يختاروا التوقيت المناسب لحملتهم فقد كانت الحملة في فصل الخريف وهو وقت تكون فيه البحار في حالة هيجان وبالتالي لا تستطيع السفن البقاء على سطح البحر لممارسة دورها الحربي .
خامساً : التماسك الذي أبدته يافع في مواجهة الخطر الذي يهددها فضلاً عن وصول إمدادات من قبل أطراف أخرى غير يافعية مثل آل تميم .
تجدد الحملات العسكرية العثمانية على حضرموت
في عام 1284هـ / 1876م وبعد فتح قناة السويس بقليل تقدم مائة وخمسون من أعيان حضرموت غالبيتهم من العلويين بالتماس إلى شريف مكة آنذاك عبدالله بن محمد بن عبدالمعين بن عون(1) وإلى والي الحجاز العثماني معمر باشا من أجل التوسط لوضع حد للصراع والحرب بين القوتين ( القعيطية–والكثيرية) وقد استجابت لهم السلطات في الحجاز فقامت بإرسال إحدى سفنهم الحربية إلى مينائي الشحر والمكلا ، وقاموا بإبلاغ أطراف النزاع بأن حضرموت تشكل جزءاً من السيادة العثمانية ، ومطلوباً منهم مقاومة التدخلات الخارجية على أراضي المسلمين كما طلبت القوات العثمانية من حاكم الشحر تسليم المدينة لهم كجزء من هدنة عامة(2)، وظلت الاتصالات متواصلة بين أشراف مكة المكرمة وولاة الحجاز العثمانيين وبين سلاطين وحكام حضرموت ووجهائها من السادة العلويين , وهي في مضمونها إعلان الطاعة للسلطان العثماني ، ففي خطاب وجهه السيد عبدالرحمن بن حسين بن سهل عام 1298هـ 1881م إلى السلطان العثماني عبدالحميد الثاني( 1293-1327ه/ 1876-1909م) شارحاً فيه أحوال بلده حضرموت وظفار ومبيناً فيه أنه منذ خمسة عشر عاماً وهو في تواصل مع الباب العالي منذ أيام السلطان عبدالعزيز( 1277-1293ه/ 1861-1876م) ، وأنه قام بالكتابة إلى الشريف عبدالمطلب في فترة لاحقة وإلى والي مصر إسماعيل باشا شاكياً فيه حالة بلاده ، وأن القوى السياسية المتصارعة في حضرموت قد ألحقت الظلم والأذى بحضرموت وأهلها ، واقترح أن تكون حضرموت بكاملها من عين بامعبد غرباً وحتى ظفار شرقاً تابعة لنفوذ الدولة العثمانية(1).
موقف حضرموت في الحرب العالمية الأولى
تدهورت علاقة الشريف حسين بن علي (2) مع الاتحاديين (3) بعد حرب البلقان عام 1330هـ /1912م بسبب المكانة التي اكتسبها الشريف حسين وتأييد الناس له فضلاً عن طموحاته ، ولذلك اتجهت رغبة الاتحاديين إلى إلغاء نظام الشرافة(1) في الحجاز للتخلص من هذه القوة العربية التي أصبحت ذات نفوذ كبير (2) ووقع اختيارهم عام 1332هـ / 1914م على وهيب باشا ليكون والياً على الحجاز , وقائداً عاماً للقوات المرابطة فيه وطلبوا منه أن يشرف على كافة الشؤون الإدارية والعسكرية والمالية في جميع أرجاء الحجاز , وأن يترك للشريف حسين السلطة الدينية في الحرمين الشريفين ، (3) أثارت هذه الإجراءات معارضة من قبل الشريف حسين ، وأصبحت العلاقات بين الطرفين أكثر سوءاً مما سبق وبعد قيام الحرب العالمية الأولى 1332هـ / 1914م ثار الشريف حسين سنة 1334ه / 1916م ضد العثمانيين، وأعلن نفسه ملكاً للعرب ، وأصبح يحكم الحجاز بعيداً عن نفوذ الدولة العثمانية .
وقد اختلفت مواقف الحضارمة تجاه المتحاربين ، فالدولة القعيطية التي كانت قد سيطرت على ساحل حضرموت وأجزاء من داخلها اتخذت موقفاً مؤيداً لبريطانيا بحكم ارتباطها معها بمعاهدات الصداقة والحماية 1299هـ / 1882م وسنة 1307هـ / 1888م ويعني ذلك أنهم كانوا إلى جانب الشريف حسين بن علي المساند لبريطانيا في الحرب ، أما الدولة الكثيرية في وادي حضرموت فقد تعلقت آمالها بالدولة العثمانية التي تربطهم بها علاقات تاريخيه قديمة ، واعتقاداً منهم أن هذا الموقف سيجعلهم يحصلون على الدعم العسكري العثماني لمحاربة عدوهم القعيطي والقضاء عليه (1) .
تلقى السيد عبدالرحمن بن عبيد الله السقاف رسالة من القائد العثماني بلحج علي سعيد باشا عام 1333هـ /1915م يطلب منه انتزاع اعتراف من سلاطين آل كثير بأنهم تابعون للدولة العثمانية ، فاستطاع السيد عبدالرحمن السقاف إقناع السلطان الكثيري منصور بن عبدالله وولي عهده ، والقبائل والسادة العلويين على الاعتراف بأنهم تابعون للدولة العثمانية وأنهم من رعاياهم ، ومذعنون لأحكامها وأنهم يوالون من والاهم ويعادون من عاداهم ، ويتبرؤن من الحماية البريطانية وعدم التعويل عليها(2) .
ولعل الشريف حسين قد علم بهذا الاعتراف المقدم من أعيان ووجهاء وسادة حضرموت للدولة العثمانية ، وأن السادة العلويين قد لعبوا دوراً في إقناع بقية القبائل الأخرى ، فأرسل الشريف حسين شيخ السادة العلويين في مكة السيد محمد بن علوي بن أحمد السقاف في بداية عام 1335هـ / 1916م مندوباً عنه إلى اليمن , وطلب منه القيام بالدعاية ضد العثمانيين للوقوف إلى جانبه ، مستخدماً نفوذه الروحي كونه حامي الحرم المكي مهبط الوحي، فقام السيد المذكور بإرسال خطاب إلى السلطان منصور بن عبدالله الكثيري يدعوه فيها إلى القيام بما هو واجب عليهم من النصرة للشريف حسين بن علي وعدم الانجرار للأراجيف التي يبثها الاتحاديون ضده (3) .
مما سبق يتضح لنا إن العلاقة السياسية بين حضرموت والدولة العثمانية تقوم على أساس فرض التبعية والولاء وجعل حضرموت خاضعة للنفوذ العثماني ، ولهذا سعوا إلى تسيير الحملات العسكرية لدعم طرف ضد طرف آخر , خاصة إذا كان أحد الأطراف يدين بالتبعية لمنافستها في المنطقة وهي بريطانيا ، فلقد كان الصراع بين الدولتين آنذاك قد انتقل إلى حضرموت , ولهذا جاء انقسام المواقف في أثناء الحرب العالمية الأولى تجاه العثمانيين من جهة والبريطانيين من جهة أخرى .

Previous ArticleNext Article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *