التعليم

العلّامة بن سلم… صاحب الرباط. في ذكراه

– بقلم/أ.علي حسين المقـدي

الشّيخ محمد عمر بن سلم من أهالي الشّحر احد دعاة التعليم في المجال التنويري الديني، ولِد في عام ١٢٧٤هـ  تعتبر جهوده في الشّحر ارهاصات للنهضة العلمية؛ قبيل افتتاح مدرسة مكارم الأخلاق التاريخية عام ١٩١٨م. وذلك في محاولته بناء صرح تعليمي ديني في الشّحر يكون له شأن في تعليم الأمة.

درس بن سلم على يد الشّيخ ناصر بن الشيخ علي، في مسجد مدرسة السوق وقد استطاع الشّيخ محمد في سن مبكرة إن يتصدر الافتاء والتدريس، ويجلس غالباً في مسجدي عيديد وبن عمران.

درس بن سلم في الأزهر الشريف بمصر وقد اجازه شيوخه للتدريس والافتاء. بعد عودته إلى الشّحر عرض عليه حاكم الشّحر حسين بن عبدالله القعيطي أن يتولى قضاء الشّحر وفضل تحمل اعباء الدعوة إلى الله، فأتخذها مركزاً لدعوتهِ. فقد كانت نزعة الشيخ إلى الاصلاح الاجتماعي اقوى من أن تخضع لتأثير المادة او شهوة الحكم.

كان السلطان صالح بن غالب القعيطي  يستانس برأي بن سلم ويحترمهُ ويتشيره، ومنها قبول ترشيح العلامة عبدالله محمد باحسن ، لعضوية قضاء الشّحر وتعيين بن سلم رئيس محكمة بندر الشّحر. وقد تولى القضاء بعد القاضي عبدالله سعيد باجنيد، في عام ١٣٢٥هـ تقريباً، من اوائل منْ شجعهُ على تأسيس الرباط بالغيل العلامة أحمد بن حسن العطاس الذي عرفه في مصر وتوثقت الصداقة بينهما في حضرموت.

ذكر المؤرخ باوزير بأن هناك طلبة من الداخل يحضرون إلى الشّحر الإستفادة من دروس بن سلم، للاخذ عنه والاستماع اليه منهم السيّد محمد بن هاشم، الأديب والمؤرخ الحضرمي وقد توافد الناس لحضور درسه، وقصدوه من كل ناحية لإستفتائه في بعض المسائل الشرعية التي تعرض لهم. حتى شاع ذكره وانتشر صيته، في أنحاء القطر الحضرمي.

في عام ١٣٢٠هـ – ١٩٠٢م تحولت فكرة مغادرة الشّيخ بن سلم الشّحر إلى غيل باوزير إلى إردةٍ وعزمٍ وتصميم، فغادرها بصحبة أقدم تلاميذه الشيخ عبدالله بن محمد طاهر باوزير إلى الغيل، حيث نزل ضيفاً على الشّيخ عبدالصادق بن سالم باوزير، عقد مساء اليوم الذي قدم فيه اول دروسه العامة في مسجد الجامع، ثم استمر يلقي دروسه الليلية العامة في هذا المسجد ويجلس إلى الطلبة صباحاً في بناية خاصة خصصت لهذا الغرض بالقرب من مسجد السيّد عمر وقد توافد الطلبة من الطبقات، للاخذ عنه وتفرغوا لطلب العلمِ ، وقد قام آل باوزير بحق الضيافة للشّيخ بن سلم وسهّلوا مهته العلمية ولما زاد عدد التلاميذ اضطر لبناء رباط علمي في العام ١٣٢٠هـ – ١٩٠٢م فأشترى قطعة أرض، بجوار الجامع.

كان الشّيخ عبدالله باوزير، أقدم تلاميذ العلامة بن سلم، ينوب عن العلامة بن سلم في التدريس حال غيابه ومن تلاميذ بن سلم السيّد علوي حسين مديحج مدير مدرسة مكارم الأخلاق والسيّد عبدالله بن عبدالرحمن بن الشّيخ أبوبكر مدير مدرسة مكارم الأخلاق وصاحب رباط المصطفى بالشّحر  والشّيخ جعفر بونمي ..توفى بن سلم رحمة الله عليه عام ١٩١١م في غيل باوزير. وقد صدر مؤخرا في مدينة غيل باوزير كتاب من (498) صفحة من الحجم الوسط عن دار تقريب التراث للنشر والتوزيع وخدمة التراث, بمحافظة حضرموت تحت عنوان:( ثلج الفؤاد بالأمن و السلم, في ترجمة العلامة محمد بن عمر بن سلم, وتاريخ رباطه الشهير بالتعليم و العلم).. تأليف شيخ رباط بن سلم الحالي/ أحمد بن عمر بارفعة, وعني به الشيخ/ سامي بن محمد باشكيل..

Previous ArticleNext Article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *