المجتمع

تاريخ جامع السلطان ‘‘عمر‘‘ بالمكلا

بناء وأئمة وخطباء ومؤذنين
بني السلطان(عمر بن عوض القعيطي) هذا الجامع المعروف بإسم جامع عمر في عام(1349هجرية-1930ميلادية)تقريباً كما ذكر ذلك العلامة الشيخ/ (عبدالله بن أحمد بن محسن الناخبي)الذي حضر بناءه،حيث كان موقعه مبركاً للجمال علي أكمة صغيرة.
وقد قام السلطان عمر بوضع تصاميم هذا المسجد مع المهندس/عبيد عمر بامطرف بعد زيارة قام بها السلطان(لمدينة الشحر) حيث أمر وزيرة بتنفيذ المشروع فوراً من مال السلطان الخاص،وبعد عصر ذلك اليوم قام السلطان بنفسه بتحديد مواقع الجوابي الفرعية لمياة الشرب في الحارات، وقام بقياس المسافات التي بينها وبين الجابية الكبيرة وذلك لمعرفة كمية الأنابيب ومفاتيحها وما يتعلق بها لجلبها من الخارج بالمقاولة..
ولما كان موقع المسجد في السابق خارج سور مدينة المكلا ،وخارج حدود بوابتها الرئيسية القديمة المعروفة بسدة المكلا حيث كان موقع المسجد برع السدة أي خارج حدود بوابة المكلا..
ويذكر الشيخ/صالح فرج الرباكي:أن السلطان عمر كان يأتي إلي موقع العمل بعد طلوع الفجر أي قبل أن يأتي عمال البناء أحياناً ليشرف بنفسه علي عملية بناء المسجد وقد شارك في بنائه مجموعة من العمال الذين جلبهم السلطان من الهند يشاركهم في العمل بعض الحضارمة المهرة وهم:
صالح محفوظ مقرم
فرج سلمان الغشيري
مبارك بانافع
محمد خميس الملقب(طمه)
ويسلم خميس مقرم
والمعلم/عمر باصالح الذي قام ببناء المنارة وغيرهم.
وقد أوقف السلطان عمر العمل في بناء المسجد عدة مرات بسبب تأخر وصول الأموال من إيرادات الشانبات في حيدر آباد بالهند التي كانت تجمع منها مصاريف بناء المسجد،بعد أن يتم بيع إنتاج المحاصيل وترسل المبالغ ليستأنف البناء،وقد كان العمال يقولون للسلطان عمر(كيف توقف العمل )
فكان يرد عليهم بقوله:خلصت الفلوس حق المسجد))
وذكر السيد/علي مديحج
أنه لما زارعبيد الله السقافهذا المسجد،وكان السلطان موجود فيه قال له :ما هذا الإنشراح في هذا المسجد ؟!
فقال له السلطان: لقد بنيته من مالي الخاص الصرف”
وهذا يعد تأكيداً بأن بناء المسجد كان من أموال السلطان نفسه وليست من خزينة الأسرة أو الدولة القعيطية..
وعندما تم إستكمال بناء المسجد كان السلطان يدرك أهميته بالنسبة لسكان مدينة المكلا لعدم وجود مسجد مثله في المدينة بهذة المساحه وهذا الطابع العمراني الذي لم يشهد له مثيل في حضرموت من قبل بحيث يستطيع أن يستوعب أعداداً كبيرة من المصلين في المستقبل ،فكان السلطان عمر يفكر للبعد المستقبلي إذ ستأتي فترة من الزمان لن تتسع مساحة الجامع للمصلين ،وبالفعل جاء ذلك الوقت الذي يمتلئ فيه المسجد بالمصلين تقريباً في بعض المناسبات ، مثل صلاة العيد والجمعة ، كما يوجد بجانب المسجد بئر ولها (مقود)لسحب الماء بالدلاء من البئر ويقال لهذة العملية(السناوة)وفي الوقت الحاضر يقع هذا البئر داخل الجامع يمده بالمياه اللازمه ،
ويضيف الشيخ الرباكي:بأنه كان هناك رجل يدعي (جمعان مسيمار)يتولي مسئولية نقل الماء من البئر إلي المسجد بالإضافة إلي قيامة بتنظيف الحمامات الخمس عشرة التي لا تزال قائمة حتي الآن ومغمسين/وهي جوابي صغيرة للماء،يتوضأ منها المصلون،
ويذكر الدكتور/عبدالله سعيد باحاج:(بأن المجاري التابعة للجامع كانت تصرف مباشرة إلي البحر) وبالنسبة لمشروع الجوابي والأنابيب التي كان السلطان مهتماً بإنجازه فقد تأخر العمل فيه بسبب الخلاف الذي وقع بين المهندس والوزير في أثناء غياب السلطان عمر في الهند .وبوفاة السلطان عمر مات معه مشروع الجوابي والأنابيب
وظل جامع عمر علي حالته مند وفاة السلطان عمر(رحمه الله)إلي سنة
(1405هجرية-1984ميلادية)عندما تم تبديل السقوف وزيادة الرواقين وتبليطه ،وذكر الرباكي:أن الذي ساهم في عمل هذا الترميم هو الشيخ/أحمد بغلف،وهو أحد التجار ذو الأصول الحضرمية من المملكة العربية السعودية حيث تمت التوسعة وتركيب الحنفيات في دورة المياة..
أما بالنسبة لأروقته قال الشيخ/صالح سعيد عرم:أن الجامع كان في عهد السلطان مكون من أربعة أروقه فقط ،ولكن بزيادة عدد المصلين قام الشيخ/أحمد بغلف بإضافة رواقين ضمن عملية صيانة وترميم وتبليط الجامع ليصبح عدد أروقته ستة أروقه .
سطور قيلت في جامع مسجد عمر
هذة بعض عبارت الإعجاب والدهشة التي قيلت من قبل بعض الشخصيات المعروفه في حضرموت عن هذا الصرح الذي يتميز بالفن المعماري
وصف إبن عبيد الله السقاف في كلمات رائعة إعجابه بجامع عمر قائلاً:هو أنزه مسجد رأيت’
ووصف حامد المحضار /جامع عمر في كتابه عند ترجمته لوالده السيد/حسين المحضار بعد إن إنجاز السلطان عمر بناء هذا المسجد أنه:
روضة العابدين ومثابة القلوب ومحل لطمأنينة العاكفين فيه مما يدل علي حسن نية بانيه .
وذكر السلطان غالب بن عوض القعيطي أن ؛جامع عمر يعد دليلاً موثقاً وشاهداً علي أسلوب تفكير السلطان عمر في العمل وحبه الكبير لشعبه ولفن البناء”
ويذكر الجعيدي كلمات جميلة في كتابة أوراق مكلاوية فيقول:تعمد السلطان علي ما يبدو أن يكون المسجد فريداً في كل شئ وتنطق جدرانه ومحرابه وواجهته الأمامية ومئذنته كل جزء فيه بلمسات وأنفاس معمارية مخلصة غاية في الروعة والإتقان’ وأضاف الثعالبي أنه” آية شاهدة علي ورع وتقوي السلطان”
أئمة جامع عمر بالمكلا
1)القاضي محسن بن جعفر بونمي
2)سالم بن محمد التميمي
3)محمد عبدالله باجنيد
4)أحمد محمد عيديد
5)السيد/حفيظ المقدي
6)السيد/عبدالله محفوظ الحداد
7)حسين بن علي الحاج
8)صالح سعيد عرم
9)صالح عمر بابعير
10)ناظم عبدالله باحبارة
الخطباء
1)عبدالمطلب بازنبور
2)عبدالله أحمد الناخبي
3)السيد/عبدالله محفوظ الحداد
4)السيد/علي محمد مديحج
5)ناظم عبدالله باحبارة
المؤذنون
1)هادي عبدالله بازار
2)عوض سهل وحدين
3)علي يسلم باسليم
4)حسين بن علي الحاج
5)صالح سعيد عرم
6)صالح عمر بابعير

من كتاب “عمر بن عوض القعيطي” سلطان الدولة القعيطية الحضرمية 1922_1936 للاستاذ محمد سعيد بن علي الحاج

Previous ArticleNext Article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *