منوعات

المعلم محمد بن عوض بن لادن

ولد محمد عوض بن لادن، عام 1907 ميلادية بوادي دوعن بحضرموت، قدم إلى جدة عام 1930 ميلادية، وعمل عملاً بسيطاً في ميناء جدة، ثم امتهن أعمال البناء والتشييد، ولهذا لقب بـ «المعلم» (وهى صفة تطلق على الشخص البارع في أداء مهنته).


وكان – يرحمه الله – قمة في المثابرة والعصامية والاعتماد على النفس، وسرعان ما أصبح اكبر مقاول إنشاءات في المملكة، بعد ذيوع صيته لسمعته الطيبة ودقته وتفانيه في عمله، مما دعا الشيخ عبد الله السليمان أول وزير مالية في العهد السعودي لتكليفه ببعض الأعمال التي تحتاج ملكات ذهنية عالية في التصميم، قام بانجازها بدقة ومهارة عالية جعلت الشيخ عبد لله يخبر الملك عبد العزيز – يرحمه الله – بخصال «المعلم» الحميدة، وأعماله الناجحة التي قام بها على خير وجه، فأختصه جلالته بإنشاء القصور الملكية بالرياض، تلاها كثير من الأعمال التي نالت جميعها رضا الملك الذي أثنى كثيراً على إتقانه لعمله والتزامه بمواعيده، وخبرته، وأمانته فأمر جلالته الشيخ عبد الله السليمان بتسليم كامل مشروعات الحكومة وأعمالها إلى «المعلم» محمد عوض بن لادن ـ يرحمه الله ـ وكانت هذه بدايته في مشروعات الدولة المختلفة، وذلك عام 1353 هـ الموافق 1934ميلادية.

أشتهر «المعلم» بإخلاصه ووفائه في عمله لولاة الأمر، وكانت ثقة الملك عبد العزيز الغالية محل اعتزازه وتقديره، ولحاجة البلاد إلى خدمات أمثاله في مواقع المسؤولية المختلفة، أصدر الملك سعود ـ يرحمه الله ـ أمره السامي الكريم بتعيينه مديراً عاماً للعمائر والإنشاءات الحكومية (في عام 1373هـ الموافق 1955م).




عُرف محمد بن لادن بتدينه وكرمه وتواضعه الشديد رغم ما آل إليه حاله من يسر وغنى، وقد احتفظ بالكيس “القفة” التي كان يستخدمها عندما كان حمالاً وعلقها في مجلس منزله للافتخار بمثابرته ولتذكير نفسه وأبناءه أنه كان شخصاً بسيطاً قبل أن يصبح أكبر مقاول في المنطقة رغم انه لم ينل من التعليم شيئاً، ولكن صهرته الخبرة ليصبح مهندساً عملاقا يُضرب به المثل في جميع البلدان.

توفي الشيخ محمد بن عوض بن لادن عام 1387هـ الموافق1967م أثناء تفقده لسير العمل في احد مشروعاته جنوب المملكة اثر اصطدام طائرته المروحية بجبل الطائف، وقد دفن – يرحمه الله – في مقبرة المعلاة بمكة المكرمة، بعد أن ترك إلى جانب سمعته الطيبة .. انجازات ستظل تذكر لتشكر، لما تمثله من مكانة كبيرة في مسيرة التنمية الوطنية في المملكة العربية السعودية

Previous ArticleNext Article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *